احتضنت المدرسة العليا للأساتذة بمكناس يوم الخميس الموافق ل 23 ماي 2024 محاضرة بعنوان “نظرية الحجاج في السياق الأنجلوساكسوني، تولمين نموذجا” ألقاها الباحث المتخصص في الحجاج رشيد الراضي وقد قام مؤخرا بنقل كتاب ستيفن تولمين “استعمالات الحجاج” إلى العربية لقد “كان صدور كتاب “استعمالات الحجاج” للفيلسوف الإنجليزي ستيفن تولمين أثناء صدوره الأَوَّل سنة 1958حَدَثَا معرفيا استثنائيا في السياق الفكري الغربي أواسط القرن المنصرم، وقد حصل التلقي الأول لهذا الكتاب من قِبَل المشتغلين بفلسفة العلم والإبستيمولوجيا وفلسفة المنطق ونظرية المعرفة.. حيث أثار ضجةً في الوسط الأكاديمي البريطاني والأمريكي، واستثار غيظ نفر من الفلاسفة والمناطقة، وخصوصا من أنصار الاتجاهات الفلسفية التحليلية الذين اعتبروه معاديا للمنطق بسبب منازلته الصارمة لنزعات الصورنة ومساعي الترييض التحليلي لمفهوم الاستنباط ولواحقه، وإصراره على النظر في قضايا المنطق من الزوايا العملية والتشغيلية ؛ كما شهد الكتاب لاحقا تلقيا ثانيا من قِبل الباحثين في الحجاج وأسئلته المتشابكة مع قضايا التواصل ولا سيما التواصل الإقناعي وتحليل الخطاب ومنطق الفقه القانوني .. الذين خصوه – كما يذكر تولمين – باستقبال حار، خصوصا بعدما ذاعت أفكار الكتاب واشتهرت اقتراحاته النظرية والمفهومية التي تتمثل أهميتها في كونها جسرا للعبور إلى آفاق أخرى لا سبيل إلى ارتيادها في غياب هذه الحلقة التولمينية الضرورية، خصوصا نظريات الخطابة المعرفية والمنطق الطبيعي والمنطق اللاصوري ومنطق القانون ومنطق العلم.. من هنا تأتي أهمية مشروع تولمين الفلسفي ومركزيته بالنسبة للخطاب الفلسفي المعاصر، قد تعززت هذه الأهمية بعدما تبينت فائدته في إسناد التوجهات الفكرية ما بعد الحداثية التي استلهمت الكثير من خآراء تولمين في صياغة منظوراتها ضمن أبواب الفلسفة الكبرى من أخلاقيات وجماليات وميتافيزيقا…” وقد تفاعل جمهور الحاضرين بمداخلات أغنت النقاش بعد انتهاء المحاضرة، واستجاب لها الباحث، في الختام، التقطت صورة جماعية تؤرخ للحدث في الذاكرة الأرشيفية للمدرسة.